نحن في لبنان. تُطرح الشكوك حول كلّ استحقاق انتخابي. وعلى الرغم من التحضيرات والترشيحات وانطلاق الحملات، هناك من يشكّك بإجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها.
منطقيّاً، ثمّة فريق لبناني وحيد قادر على الإطاحة بالانتخابات هو حزب الله. هو ممرّ التأجيل الإلزامي الذي يريده أكثر من فريق، من دون أن يملك القدرة على ذلك.
يريد حزب الله الانتخابات لأنّه يريد أن “يربّي بعض الحلفاء”. يستخدم مصدر في فريق الثامن من آذار العبارة للدلالة على انزعاج الحزب من الخلاف بين التيّار الوطني الحر وحركة “أمل”، مع ما فيه من سقوفٍ عالية و”ضربٍ تحت الزنّار”، في وقتٍ سيجد الفريقان أنّ لا مخرج لهما سوى التحالف الانتخابي. مصالح الانتخابات ستمحو الشعارات كلّها، وحملات التجييش، وما قيل بعد أحداث الطيّونة وقبلها، والاتهامات المتبادلة بالفساد.
ويريد حزب الله أن “يربّي خصومه” أيضاً. يريد أن يعيد بعض الأحجام المنتفخة، برأيه، الى حجمها الطبيعي. هو قادر، في بعض الدوائر، على أن يكون “بيضة قبّان” تؤمّن فوز مرشّحين. معركته، على هذا الصعيد، ضدّ القوات اللبنانيّة وضدّ “المجتمع المدني” بمختلف تلاوينه.
ويريد، أيضاً وأيضاً، أن يوجّه رسالةً الى أكثر من فريق، على رأسهم الولايات المتحدة الأميركيّة، تقول إنّ الثلث المعطّل سيبقى في يد الحزب، في مجلس نوّاب سيكون عبارة عن فسيفساء من الكتل الصغيرة والمتوسّطة، وكتلة كبيرة تجمع الثنائي الشيعي.
سيستخدم “الحزب” هذا الثلث تحديداً في انتخابات رئاسة الجمهوريّة، وهو أهمّ ما سيقوم به المجلس المنتخب، وسيكون عنوان مرحلة ما بعد الانتخابات النيابيّة وصولاً الى تشرين الأول.
وتجدر الإشارة الى أنّ أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله سيكثّف إطلالاته الإعلاميّة حتى موعد الانتخابات النيابيّة، وهو سيخوض مراراً في تفاصيل هذا الاستحقاق، مع تحييد الملف الرئاسي عن كلامه في هذه الإطلالات.
الانتخابات النيابيّة في موعدها. حزب الله يريدها. وعلى من يعوّل على التأجيل أن يعيد حساباته، أو أن ينتظر أعجوبة.