جهاد نافع الديار
لم تذهب مناشدة رؤساء بلديات ومخاتير وعائلات شهداء مجزرة التليل الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سدى، ولم تكن مواساته لعائلات الشهداء مجرد كلام، فالسيد كعادته صادق في ما يقول وسعيه للتواصل مع الاهالي بمنتهى الجدية، مؤكدا انه لا يريد» المزايدة على أحد أو الاستثمار السياسي والتوظيف بالدم، فمشاعرنا إنسانية تجاه العائلات المنكوبة، وسنقدم لهم المساعدة المطلوبة».
ما أشرنا اليه في «الديار» حول مواساة السيد نصرالله للاهالي ومد اليد لهم، كان متوقعا، لان صاحب الوعد الصادق يدرك عمق المأساة والجرح الدامي لدى عائلات خسرت فلذات اكبادها، وقد وضع السيد امكانيات الحزب في خدمة» اهلنا في عكار، لأن هذه الآلام هي آلامنا وأحزاننا»، حسب ما اكده السيد في كلمته في احدى ليالي عاشوراء.
امس الاول، كانت الهبة المالية التي حملها وفد مثل حزب الله وجال على عائلات شهداء وجرحى مجزرة التليل، حديث الساعة وقد تركت ردود فعل ايجابية في محافظة عكار ولدى الاهالي وقرى وبلدات الدريب بكل انحائه، وأصر مجمل الاهالي على القاء كلمات الشكر والثناء الموجّهة الى السيد حسن نصر الله، وتأكيدهم انه الوحيد الذي واساهم وخصص لهم في خطبه كلمات العزاء الصادقة وتأكيده مساندتهم وتلبيته السريعة بالتجاوب مع مناشداتهم بعد أن تخلت الدولة عنهم، ولم تبادر حتى اليوم الى مد يد المساعدة لعائلات منكوبة مقهورة في زمن يُرخي باثقاله واعبائه المالية والمعيشية والاقتصادية على اللبنانيين، وخاصة العكاريين، المنطقة الاكثر حرمانا وفقرا بين كل المناطق.
تلقف السيد حسن نصر الله المناشدة من منطلق انساني بحت، بعيدا عن التوظيف السياسي او استثمار المأساة، بل عملا بقواعد اخلاقية وبمناقبية معهودة لدى السيد والحزب، وآثر ابعاد الاعلام عن هذه المساعدة المطلوبة لولا اصرار الاهالي على توجيه كلمات الشكر والثناء عبر الاعلام…
توجيهات السيد نصرالله كانت سريعة لمسؤولي حزبه بلقاء رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات واهالي الشهداء للوقوف على حاجاتهم ومطالبهم، وكان اللقاء ناجحا بامتياز في اجواء ودية، لا سيما وان الحزب يصرّ على رفضه توظيف المبادرة في سوق المزايدات والاستثمار السياسي…
وكانت مطالب الوفد متعددة من حيث متابعة التحقيقات وكشف ملابسات المجزرة ومتابعتها لدى القضاء وكشف المتورطين والمتسببين بها، ومن حيث العرض لاوضاع العائلات المنكوبة وكيفية مساندتهم ورفع الضيم عنهم.
ويوضح يوسف وهبي احد اعضاء الوفد، ان الحزب خصص مليار و 275 مليون ليرة لعائلات الشهداء والحرحى، وخصص مبلغ ثلاثين مليون ليرة لكل شهيد، وخمسة عشر مليون ليرة لكل جريح، ويبلغ عدد الشهداء الذين تسلّموا 22 شهيدا و52 جريحا.
ويواصل وهبي متابعة وضع لائحة اخرى باسماء الشهداء والجرحى السوريين، ويبلغ عددهم 11 شهيدا، فيصبح العدد 33 شهيدا.
ويقول وهبي ان العائلات استقبلتنا بكثير من الحفاوة والشكر، وحمّلونا اعطر التحيات للسيد والحزب على مبادرته الانسانية، وانه خلافا لمن حاول الايحاء بان عائلات رفضت استلام الهبة، ان هذا الامر عار عن الصحة جملة وتفصيلا، واشار الى ان بعض المواقع المشبوهة ذكر ان ام ناجي والدة احد الشهداء رفضت استلام الهبة.
كما يؤكد عضو الوفد موسى طعمة، ان السيدة ام ناجي استقبلت الوفد بكل ادب واخلاق وتقبلت تعازي الحزب وقال: ان هذه السيدة مجروحة وتشعر بأسى وحزن كبير على زوجها وابنها، وهي لم تستلم اي معونة او مساعدة من احد، وحتى انها رفضت استلام من صندوق التعاضد الخاص بالجيش مبلغ حوالى 12 مليون (من جهة رسمية)، وقد استقبلت الوفد بكل ادب وآخلاق وتقبلت التعازي، ولكنها لا تريد اي مساعدة من اي جهة كانت، الكثير ممن عزاها منذ تاريخ الانفجار حاول تقديم مساعدة لها، لكنها ترفض «لان حق ابنها مع الدولة»، كما تقول.
ويؤكد يوسف وهبي ان شقيق زوجها استلم لاحقا الهبة المالية باسمها ووقع نيابة عنها وتسلّم المبلغ مع شكره الجزيل للسيد.
احد فاعليات الدريب رفض ما قيل عن خرق حزب الله ومن خلفه ايران للساحة السنية في عكار، معتبرا ان هذا الكلام مردود على اصحابه، ويسعى الى شحن مذهبي في عكار المشهود لها بوحدة الحياة والعيش المشترك، قائلا: ان عكار لن تتخلى عن ثوابتها القومية: فعكار قلعة المقاومة لن تكون الا في صف المقاومة، ومبادرة السيد ما هي الا مبادرة طبيعية من مقاومة نحو قلعة المقاومة ولن تخلع عكار جلدها.
ويوضح العكاري المخضرم :
اولا: ان لحزب الله في عكار قاعدة شعبية واسعة بين اهل السنة، لانها لم تنسلخ عن تاريخها الوطني والقومي.
ثانيا: اذا كان قلة من عكار نقلوا البندقية من كتف الى آخر لاسباب مصلحية شخصية، فهذا لا يعني ان المدينة على منوال ذاك البعض…
ثالثا: ان زمن الشحن المذهبي البغيض لم يعد يفعل فعله الا في اوساط الجهلة المتخلفين المتخمين بتعبئة مذهبية طائفية توظف في مشاريع سياسية باتت مكشوفة، وان كذبة خرق حزب الله وايران للساحة السنية لم تعد تنطلي على أحد، لان الوعي الشعبي العكاري كفيل بصد جهل وغباء اللاعبين على الوتر المذهبي البغيض.
رابعا: ان مبادرة السيد حسن نصر الله سجّلها العكاريون في سجلّهم الذهبي، ووحدها شكّلت بلسما للجراح الثخينة.
الرئيسية / أخبار مهمة / السيد حسن نصر الله لبّى نداء عكار : مليار و275 مليون ليرة هبة لعائلات شهداء وجرحى مجزرة التليل
شاهد أيضاً
إيهود باراك: فخور بالانسحاب من لبنان وإسرائيل لا تستطيع القضاء على حزب الله
إيهود باراك: فخور بالانسحاب من لبنان وإسرائيل لا تستطيع القضاء على حزب الله Share on: …