*صحيفة الاحداث*
*2021/5/3*
أكدت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في دمشق لـ”رأي اليوم” أن وفدا سعوديا برئاسة رئيس جهاز المخابرات الفريق خالد الحميدان زار العاصمة السورية اليوم الاثنين، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد ونائب الرئيس للشؤون الأمنية اللواء علي المملوك، وجرى الاتفاق على أن يعود الوفد في زيارة مطولة بعد عيد الفطر المبارك.
وقالت هذه المصادر إن هناك اتفاقا جرى التوصل إليه بإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، كخطوة أولى لاستعادة العلاقات في المجالات كافّة بين البلدين.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد السعودي أبلغ مُضيفيه السوريين بأن بلاده ترحّب بعودة سورية إلى الجامعة العربية، وحضور مؤتمر القمة العربية المقبل في الجزائر في حال انعقاده.
ويأتي هذا الانفراج في العلاقات السورية السعودية، بعد لقاء سرّي سعودي إيراني في العاصمة العراقية بغداد قبل أسبوعين، وتأكيد ولي العهد السعودي في مقابلة تلفزيونية على حرص بلاده على إقامة علاقات قوية مع إيران، وقال إنه يتمنّى لها كدولة جارة كل الازدهار.
وكان الخلاف السعودي السوري يتمحور حول علاقة سورية القوية والاستراتيجية مع إيران، ولكن الآن وبعد اللقاء السعودي الإيراني في بغداد، وتأكيد احتمالات تمخض محادثات فيينا عن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، ورفع العقوبات الأمريكية عن ايران، تغيّرت الحسابات السعودية كليا، وباتت قيادتها تسعى لتحسين علاقاتها مع المحور الإيراني السوري وتطبيع العلاقات بين طهران والرياض، ممّا يُسهّل الوصول إلى مخرج سعودي من الأزمة اليمنية بأسرع وقت ممكن.
المصادر السورية التي تحدثت إلى “رأي اليوم” لم تكشف المزيد من التفاصيل عمّا دار في المباحثات، لكنها لمّحت إلى أنها كانت مثمرة، وكسرت الجليد الذي كان يُسيطر على العلاقات بين البلدين.
ويذكر أن السلطات السعودية جمّدت علاقاتها كليا مع المعارضة السورية والهيئة العليا للمفاوضات التي كانت تتّخذ من الرياض مقرا لها، وأغلقت مقرّها الرسمي.
وما زال من غير المعروف ما إذا كان الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الخارجية السعودي، هو الذي سيرأس الوفد السعودي الذي سيزور العاصمة السورية، ويشرف على اتفاق إعادة فتح السفارة السعودية بعد عيد الفطر أم أنه سيترك المهمة للفريق الحميدان، وهناك معلومات ترجّح أن يتولّى الأمير بن فرحان رئاسة الوفد.
الأمير محمد بن سلمان في لقائه على شاشة التلفزيون الرسمي السعودي، كان يركّز على النفس العروبي، والمصلحة العربية، ومحاربة التطرّف الإسلامي، وهي لهجة تصالحية لفتت أنظار العديد من المراقبين.