أشار مصدر إيراني مطلع أن وفداً أمنيا أميركياً أكد للإيرانيين في اجتماع سري في مدينة كرج غرب العاصمة الايرانية، أن الولايات المتحدة لم تكن على علم بعملية اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، وأن الرئيس جو بايدن مستاء جداً من التصرف المنفرد لنتنياهو، وأوضح أن الوفد ذكر أن إدارة بايدن ترغب في إجراء تغييرات أساسية، وترسيم معادلات إقليمية جديدة تستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، قبل انتهاء ولايتها، ولفت إلى أن نتنياهو «يحاول الهروب إلى الأمام، وافتعال التصعيد بهدف جر المنطقة كلها إلى معركة شاملة»…يرى المراقبون أن المحادثات تدخل في إطار الدبلوماسية الموازية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والتي كانت مثمرة دائما…المشكلة دائما كانت مع الأمريكيين الذين لا يفهمون الا بمعادلة القوة..واذا كانت وعود أمريكا لإيران صحيحة معنى ذلك أن الأمريكيين تراجعوا في سياستهم المعلنه التي يرددونها بشكل متكرر أنهم لن يتخلوا عن نتنياهو..يعتقد الجميع أن تراجع الأمريكيين سببه وحدة الساحات لمحور المقاومة والصواريخ الإيرانية الفرط صوتية وغيرها من التكنولوجيا العسكرية الحديثة في إيران ..في كل الأحوال الكل ينتظر ماذا سيحصل في الأيام القليلة القادمة، وان غدا لناظره قريب..المقربون من الملف يقولون انه قد يكون لتركيا دورا في هذه المحادثات الإيرانية الأمريكية خاصة بعد نجاح صفقة تبادل السجناء الاخيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والتي تمت بنجاح مما أبهر المراقبين الدوليين..فرنسا كانت تلعب هذا الدور الوسيط في النزاعات الدولية لكن ماكرون إنقاد انقيادا كاملا الى السياسة الأمريكية مما اغضب الديغوليين الاستقلالييين في فرنسا، كان ذلك واضحا بعد الهزيمة المدوية له في الانتخابات التشريعية الأخيرة.. والآن تركيا تحاول أن تلعب دور الوسيط هذا والتي يعتبرها بعض أعضاء الناتو ك “دولة مارقة ” في هذا الحلف، خاصة وأنه من الصعب على اي عضو في الناتو ان يأخذ استقلاله باستثناء أوربان رئيس حكومة المجر الذي اخذ خطا مستقلا نوعا ما…على الرغم من التصعيد الكلامي يرى المقربون من الملف الإيراني ان خطا سياسيا جديدا براغماتيكيا بدأت ترتسم ملامحه والذي نرى ارهاصاته بشكل واضح في الآونة الأخيرة..هذا الخط البراغماتيكي بدأت تظهر معالمه بعد رحيل محمود أحمدي نجاد عن الواجهة السياسية..ونتذكر المقولة بأن اليد الفولاذية انتهت بعد وفاة ستالين وبدأت الأمور تتدحرج حتى وصلنا إلى شكل جديد من الدولة الروسية التي هي عليه الآن،وهذا تماما مانشاهده يحصل الآن في إيران …هذا لا يعني انقطاعا تاما مع الماضي أو تنكر له إنما استمرارية بناء المجتمع والدولة في حكم نفسها والدفاع عن مصالح شعبها..أعتقد بأننا شهود لبوادر ظهور حكم جديد في إيران يراعي المنطق والواقعية أما ما نسمعه من مزايدات في الإعلام وعلى وسائل التواصل ليست إلا من قبيل رفع المعنويات وشد العصب..أما عن الذين يتكلمون عن التخادم بين الكيان الصهيوني وإيران فليس له أساس من الصحة على الا ننسى أن الواقعية في التعاطي السياسي تميز بين الخيال والواقع، كالذي بين العواطف والعقل، وأعتقد أن صانعي السياسة في إيران هم أقرب جدا إلى الواقعية منه إلى الخيال . بالعودة إلى الأمريكيين نقول بأن الكل أصبح يعرفهم تماما ؟ والذي لا يقرأ ماذا فعل الأمريكيين في فيتنام وأفغانستان ولم يقرأ ما يحدث الآن في غزة وجنوب لبنان وماحصل في سوريا والعراق وليبيا والسودان وكل بقعة من بقاع الأرض لا يفهم أميركا التي هي لاعب أساسي في السياسة الدولية وعليه الا يعمل في السياسة وننصحه ان يفتح مطعم ” كباب” في باريس أو في اسطنبول…في ضوء كل هذه المعطيات وبالعودة إلى الوضع في لبنان نقول لكل الذين يراهنون على الأمريكي عليهم أن يتذكروا كل هذه الأمور و كيف تمت التضحية ب بشير الجميل ورينيه معوض والحريري الأب والحريري الابن الذي أصبح جثة سياسية وكيف تم التضحية ب كميل شمعون وجيء ب فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية بصفقة أمريكية مصرية…أفيقوا وعوا..
( فاعل خير)
شاهد أيضاً
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لوكالة رويترز:
على حز/ب الله التخلي عن سلاحه لإنهاء الحر/ب أعارض قيام الجيش اللبناني بنزع سلاح …