غسان ريفي
لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، يصل الى سدة نقابة المهندسين في طرابلس والشمال نقيبا من خارج صفوف تيار المستقبل والقوات اللبنانية، حيث فاز المرشح المستقل شوقي فتفت، محققا إنتصارا مدويا له دلالات عدة سياسية ونقابية، على حساب المرشح مرسي المصري المدعوم من المستقبل والقوات والمرده.
كسر فتفت بفوزه تحالفا سياسيا فرض سيطرته على نقابة المهندسين في طرابلس والشمال لدورات عدة، بعدما خاض الى جانب زملائه في لائحة “النقابة للجميع” معركة تغييرية راقية، شكلت عامل جذب لكل المتضررين من هذه السيطرة، والذين وجدوا بـ فتفت الحصان الذي يمكن الرهان عليه في إستحقاق بالغ الأهمية وفي معركة إستعادة النقابة من الهيمنة السياسية، بمشاركة ودعم تيار العزم الذي حقق مرشحه باسم خياط فوزا صريحا (نال أكبر نسبة من الأصوات بعد فتفت) وأكد في الوقت عينه أن رغبة الرئيس نجيب ميقاتي بالوقوف على الحياد في الانتخابات النقابية شمالا ليس بسبب عدم الجهوزية بل لكونه يسعى دائما الى أن يكون على مسافة واحدة من الجميع إنطلاقا من موقعه الجامع لكل اللبنانيين، وأنه عندما يقرر خوض أي إنتخابات يُحدث الفارق الذي يؤدي الى مثل هذا الانتصار، إضافة الى دعم تيار الكرامة والتيار الوطني الحر والحزب القومي والتجمع المهني للاصلاح والتكتلات الهندسية النقابية والمستقلة ومهندسي الثورة وإنتفض، فضلا عن النائب أديب عبدالمسيح الذي تشير المعطيات الى أنه دعم فتفت وأعضاء لائحته، باستثناء فرع الميكانيك حيث صوّت للمرشح وسيم عبده، وهو سبق ووعد بأن تحدث ماكينته الانتخابية مفاجأة.
يمكن القول أن الانتخابات شكلت صفعة موجعة للقوات اللبنانية والمستقبل، بخسارة مزدوجة لمركز النقيب في طرابلس وبيروت حيث خسر المرشح بيار جعارة المدعوم منهما لمصلحة مرشح التيار الوطني الحر فادي حنا، وبالتالي فإن المستقبل ربما يكون ذهب بجريرة القوات التي يبدو أنه تمت محاسبتها في العاصمتين الأولى والثانية على مواقف سابقة إعتبرها المهندسون لا تصب في مصلحة البلد.
ولا شك في أن التحالفات في لائحة “نقابتنا معا نحميها” لم تكن منطقية وشابها الكثير من التناقضات، فالجفاء السياسي الى حد القطيعة بين المستقبل والقوات لا يمكن أن يترجم تحالفا في الانتخابات النقابية، ومحاربة القوات للمرده في الملف الرئاسي، لا يمكن أن يسفر عن تعاون في أي مجال، لذلك تشير المعلومات الى أن المرشح مرسي المصري تعرض لتشطيب من بعض مهندسي القوات، وأيضا من بعض مهندسي المستقبل الرافضين لطريقة ترشيحه التي إختصرت مرشحين تقدموا عليه في الانتخابات الداخلية، كما أن مرشح القوات راوول زريبي الطامح لمنصب النقيب بعد ثلاث سنوات، لم يحظ بأصوات كثير من مهندسي المرده الذين يطمحون الى أن يكون منصب النقيب في الدورة المقبلة من نصيبهم، ما أدى الى إسقاطه، وخسارة منصب النقيب وعضو في الهيئة العامة، لتكتفي لائحة “نقابتنا” بفوز ثلاثة مرشحين هم: ميشال فغالي (كهرباء) محمود الصاج (ميكانيك)، وسليم نشابة (هيئة عامة).
في المقابل، كانت التحالفات على تناقضاتها أيضا في لائحة “النقابة للجميع” سواء بين التيارات السياسية المختلفة فيما بينها، أو بين المستقلين والثوريين الرافضين للسير بالركب السياسي، أكثر صدقا وتنسيقا، كونها تصب في هدف واحد هو إرادة التغيير ووضع حد للهمينة السياسية القواتية والمستقبلية على سدة النقابة، وقد أسفر ذلك عن فوز شوقي فتفت نقيبا تغييريا يفترض أن يفتح صفحة جديدة في نقابة المهندسين لا سيما على صعيد تحسين واقع التقديمات والخدمات ضمن رؤيته الانتخابية التي قدمها، ومرشح تيار العزم باسم خياط، كما حصدت لائحة “النقابة للجميع” خمسة مقاعد من أصل ستة، لعضوية إدارة الصندوق التقاعدي والمجلس التأديبي، ومراقبة حسابات الصندوق التقاعدي، مقابل عضو واحد للائحة “نقابتنا”.
وكانت الانتخابات إنطلقت صباحا وإستمرت حتى السابعة والنصف مساء وبعد فرز الأصوات أعلن النقيب بهاء حرب أسماء الفائزين وجاءت على الشكل التالي:
ـ مركز النقيب: شوقي فتفت (1707 أصوات) مرسي المصري (1543)
ـ هيئة عامة عضوان: باسم خياط (1556 صوتا) سليم نشابة (1491 صوتا)
ـ فرع الكهرباء: ميشال الفغالي (1482 صوتا)
ـ فرع الميكانيك: محمود الصاج (1464 صوتا)
الصندوق التقاعدي: محمود الفوال (1600 صوتا)
المجلس التأديبي: طوني قليمي (1679 صوتا) سعيد خضر (1489 صوتا)
مراقبة حسابات الصندوق التقاعدي: حسام عثمان (1561 صوتا) مرسال منصور (1480 صوتا) ماجدة صيداوي (1434 صوتا).
إنتخابات بيروت
اسفرت نتائج انتخابات نقابة المهندسين في بيروت عن فوز المهندس فادي حنا (مدعوم من التيار الوطني الحر والثنائي الوطني والمشاريع) بمركز نقيب المهندسين في بيروت، اذ نال 4634 صوتا في حين نال منافسه بيار جعارة (مدعوم من القوات والمستقبل) 4129 صوتا..
كما فاز عن الفرع الاول (المهندسين المدنيين الاستشاريين): بول ناكوزي الذي نال 4795 صوتا. وفازت عن الفرع السابع (المهندسين الزراعيين الاستشاريين) فيكتوريا دواليبي التي نالت 4450 صوتا.
وعن الهيئة العامة فاز كل من المهندسين: احمد نجم الدين 4567 صوتا وهيثم اسماعيل 4433 صوتا وحسن جواد الذي نال 4297 صوتا.
كما فاز عن لجنة إدارة الصندوق التقاعدي سعيد غصن ب4401 صوتا.
وعن لجنة مراقبة الصندوق التقاعدي فاز كل من المهندسين: سهير فواز بـ 6676 صوتا وهشام رهاوي بـ 4251 صوتا، ومحمد علي الجنون بـ 4010 أصوات.