على طريقِ الاربعاء، تسقطُ ارقامٌ وترتفعُ اخرى، وتعلو اصواتٌ وتَخفِتُ اخرى، ويختلطُ حابلُ السياسةِ بنابلِ النكاية، والخلاصةُ انَ البلدَ سيصلُ الى الجولةِ النيابيةِ الثانيةَ عشرةَ لانتخاباتِ الرئاسةِ متعبا، وسيخرجُ منها منهكاً، وطبعا ً – بلا رئيس ..
وعلى رأسِ الدفةِ سياسيونَ يمتهنونَ المكابرة، يُجربونَ عندَ كلِّ استحقاقٍ الاساليبَ نفسَها ويتوقعونَ نتائجَ مغايرة، الا انَ المختلفَ هذه المرةَ وجودُ مَن ارتضى ان يكونَ اداةً لهم في معركةِ تعطيلِ البلاد، وليسَ ايصالِ رئيسٍ لها. فمن يرشحونَ جهاد ازعور لا يريدونَه رئيساً وانما لقطعِ الطريقِ على المرشحِ الذي تدعمُه المقاومةُ كما قالَ رئيسُ كتلتِها النيابية النائبُ محمد رعد .
ومن بينِ التكتلاتِ وَحِدَّةِ الاصطفافات، ظهرَ ازعور ببيانٍ مكتوبٍ معلناً انه ليسَ مشروعَ تحدٍّ لاحد، وكأنه لم يَسمع مُرَشِّحِيهِ ورعاتَه السياسيينَ الذين يستفيقونَ على المنابرِ والمقالاتِ وينامونَ بالبياناتِ والتغريدات، وكلُها بعنوانِ التحدي للمرشح سليمان فرنجية وداعميه ..
وباسمِ الديمقراطيةِ وحريةِ التعبيرِ كالوا كلَّ انواعِ الاتهاماتِ والترهيبِ والتهويلِ على كلِّ مَن يخالفُهم الرأي، حتى اولائكَ الذين اختاروا خياراً ثالثاً ممن اجتمعوا اليومَ وسمَّوا انفسَهم باللقاءِ المستقل، فعاجلَهم قائدُ القواتِ سمير جعجع في يومٍ حَزيرانيٍ حارٍّ بكلِّ اوصافِ التشكيكِ حتى بوطنيتِهم لرفضِهم المضيَّ بمرشحِه جهاد أزعور ..
والى ان يَنتهيَ الاربعاءُ ويَفتتحَ المشهدُ على خميسٍ جديد، تَصطفُّ السيناريوهاتُ التي حَمَّلَهَا الاعلامُ للقادمينَ من وراءِ البحار، لا سيما الموفدِ الفرنسيِّ الجديدِ جان ايف لودريون، الذي قالَ الاعلامُ اللبنانيُ اِنه قادمٌ الى بيروتَ بعدَ الاربعاء، فيما لم يَطلُب له مواعيدَ بعدُ معَ ايٍّ من المسؤولين ..
وفي البلدِ الذي ترتفعُ فيه خطوطُ التوترِ العالي السياسية – لكنْ بلا بصيصِ نور، تكادُ تنقطعُ فيه الخطوطُ الهاتفيةُ معَ أزمةِ اوجيرو واضرابِ عمالِها الذي يصيبُ السنترالاتِ فِي مختلفِ المناطق، وينقطعُ الانترنت وتُعزَلُ البلادُ ما لم تعاجِلِ الجهاتُ المعنيةُ الى الاستماعِ لمطالبِ الموظفين، بل الايفاءِ بوعودِها لهم ..