شبكة الأخبار اللبنانية والدولية
مقالات مشابهة
جهاد نافع
كتّاب الديار
عكار المهمّشة رسمياً… أين أحزابها وقواها الوطنيّة من أزماتها؟
هل من انفصام بين قيادات الأحزاب المركزيّة وفروعها في عكار؟
20 شباط 2023 الساعة 00:19
صحيح ان محافظة عكار مهمشة رسميا، وانها رمز الحرمان الذي تفاقم في السنوات الاخيرة، وان لا صوت فاعل لعكار حيال ازماتها المزمنة المتعددة.
نوابها وقياداتها السياسية والحزبية لم يستطيعوا تغيير الواقع المرير، ولم يبدلوا المشهد العكاري المتردي والمتراجع، والذي يزداد انهيارا مع انهيار الاوضاع المعيشية والاقتصادية، وحجم فعلهم محدود جدا، ومجمل آمانيهم مجرد شعارات لم تترجم…
لكن ما يثير التساؤلات، عن تهمش قيادات الاحزاب والقوى الوطنية المركزية لعكار، كونها منطقة نائية ينظر اليها على انها مجرد خزان بشري للجيش والقوى العسكرية والامنية، وللمهرجانات والتظاهرات وحفلات الصخب والفوضى والتصفيق…
المسؤولية – برأي فاعليات عكارية – لا تقع على الدولة، او على القيادات المركزية للاحزاب والتيارات وحسب، انما يشارك في المسؤولية من يختار الوجوه النيابية نفسها، والقيادات السياسية ذاتها خارج المعايير الموضوعية، دون اختيار الاكفاء…
ولأن الخيارات لم تكن موفقة، بقيت عكار على واقعها المرير، استشفاء متدن ومتراجع، مستشفيات تكاد تغلق ابوابها، ومرضى لا يعثرون على ادويتهم، وتقنين كهربائي قاس جدا، وشبكة مواصلات رديئة، وقطاع زراعي متهالك، وبطالة متفشية، ومنسوب فقر وجوع يرتفع، وازمات تشتد تنتجها هزات ارضية متكررة، لم تتخذ لاجلها اي احتياطات تواجهها… والى جانب كل ذلك افتقاد المنطقة مرجعية سياسية يعول عليها…
مصادر عكارية دعت القيادات المركزية للاحزاب والقوى الوطنية والقومية والاسلامية الى الالتفات للبلدة، والى دفع احزابها وقواها في المنطقة لعقد لقاءات دورية وتفعيل دورها، اضافة الى تفعيل حركة النواب الذين حصدوا اصوات احزاب وقوى ٨ آذار ووصلوا الى كرسي النيابة بفضلهم.
وقالت المصادر: تأتي الدعوة اليوم، بعد انقطاع طويل، وشبه غياب للاحزاب والقوى الوطنية والقومية والاسلامية في عكار. فمن الاهمية بمكان عقد لقاء دوري يناقش هموم وشؤون المحافظة، وبالأخص عقب آثار الزلزال وإشتداد الأزمة على العكاريين، والمفارقة أن لهذه القوى ثلاثة نواب في عكار، واشارت المصادر الى ان المواطن اللبناني عموما، والعكاري خصوصا، يعيش حالة من اليأس والفقر والحرمان المزمن، وجاء الزلزل الاقتصادي والمعيشي ليدمر احلامهم ويبعثر أوراق حياتهم اليومية الصعبة.
ووجهت المصادر نداء الى مركزية لقاء الاحزاب والقوى الوطنية والقومية والاسلامية، داعية اياهم لزيارة عكار وتفعيل دورها، وتقديم الخدمات لها وانتزاع المشاريع الانمائية لها، كونها اولا خزان الجيش والاجهزة الامنية، وثانيا كونها قلعة من قلاع المقاومة، منها كان اوائل الاستشهاديين في الصراع القومي ضد العدو الصهيوني، وبالتالي منحازة الى نهج المقاومة بالانتماء والعفوية وما عدا ذلك استثناءات معينة.
وتابعت المصادر: لا بد من لقاء دوري لفعاليات المنطقة واحزابها و حركاتها وجمعياتها ليكون هذا اللقاء، الداعم للمؤسسة العسكرية والأجهزة الامنية في مهمات درء الفتنة، والتأكيد على دورهم في حفظ الامن والاستقرار ويكون مثمرا ويسعى لإيجاد حلول تخفف من حدة تداعيات الأزمة الخانقة.
وحسب رأي المصادر ان نواب المنطقة مطالبون بأن يكونوا في خدمة اهل عكار دون تمييز، دون محسوبيات، وليس ان تبقى في محيط الازلام والمحاسيب والانصار، وليس أن نلقاهم كل اربع سنوات مرة واحدة، فالنيابة أمانة، وعلى النائب أن يكون على قدر هذه الأمانة، وألقت المصادر اللوم على القيادات المركزية للاحزاب الوطنية والقومية والتيارات السياسية، كونها تكتفي باللقاء الدوري في بيروت وأهملت المناطق النائية.
