لطالما رُفعت الأصوات المطالبة بضرورة التّواصل اللّبناني الرسمي مع سوريا. منذ سنوات ونحن نسمع فئة من اللبنانيين تحثّ على إعادة مياه العلاقات إلى مجاريها لمصلحة لبنان قبل سوريا. الأخيرة تعتبر بوابة لبنان إلى الخارج، وما بين البلدين أبعد من جغرافيا وتاريخ.
ثمّة أواصر كثيرة تربط بيروت بدمشق، وغياب أفضل العلاقات يعني خسارة بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معنى. وعليه، مهما “تهرّب” البعض من فكرة إقامة أفضل العلاقات مع سوريا سيكتشف لاحقًا أنّ السياق الطبيعي والمنطقي للأمور يفترض ذلك. وعلى قاعدة “أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي أبدًا” أتت زيارة الوفد اللبناني الرسمي إلى سوريا بغض النّظر عن التّوقيت ونوايا البعض.
أتت الزيارة بعدما يقارب 10 سنوات من شبه القطيعة للبحث في مسألة تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية. فما أهمية الزيارة الرسمية للوفد اللبناني إلى سوريا؟ وهل يُبنى عليها للإنفتاح نحو ملفات أخرى؟*