الرئيسية / أخبار مهمة / الوضع المعيشي يتدهور والمجاعه ضربت أطنابها والعصيان المدني في طرابلس أفقر مدينة على المتوسط بدأ وبكرا الخبر تسمع .

الوضع المعيشي يتدهور والمجاعه ضربت أطنابها والعصيان المدني في طرابلس أفقر مدينة على المتوسط بدأ وبكرا الخبر تسمع .

بقلم الشيخ طلال الأسعد

لا لسنا في جهنم وحسب بل إننا في قعرها حيث نيرانها التي يعرفها العارفون نتقلب من لظا الحر في ليل تموز الطويل نحن وأطفالنا والمرضى المصابين بضيق تنفس نتيجة مرض الربو الذي يشتد حين تشتد الحراره والرطوبه القويه التي يعرفها جيداً ولو كره الكارهون ، فطفل المدينه الذي حمله والده وانطلق به الى الشارع يبحث عن كهرباء كي يشغل مكنة الأوكسجين ولم يحظى وأنى له أن يحظى وهو في تبانة الحرمان والنسيان والضياع والفقر “مات طفل المدينة اليوم”! . ليست المرةُ الأولى تُطْلَق هذه العبارة في لبنان في الأسابيع الأخيرة، لكن أن تأتي على لسان المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض فإن ذلك شكّل أقوى تعبيرٍ عن الرسم البياني الانحداري الذي لم يَعُدْ الواقع في لبنان يُقاس معه إلا على… «مؤشر الجحيم».

وجاء الخطر الذي دقّه أبيض على خلفية الأزمة الحارقة «المثلثة الرأس» التي تَكاتَفَ معها انقطاع البنزين والمازوت و«كهرباء الدولة» لوضع لبنان وجهاً لوجه أمام أشرس مظاهر الانهيار الذي خرجتْ معه العديد من الإدارات الرسمية عن الخدمة واستوجب نداءات استغاثة من قطاعاتٍ تجارية وغذائية وطبية على وقع الإعتصامات التي تهدد بالعصيان تزداد تعبيراته في الشارع الذي انفلشتْ الاحتجاجاتُ فيه أمس مصحوبةً بدعوات لبدء عصيان مدني.

وبدا هديرُ الإرتطام وصيحات المستغيثين من أطفالٍ وعجز وطواقم السفينه وقادتها في حالة فوره يعدون العد التنازلي لإنشطار السفينه ومن ثم غرقها رغم طلقات الإستغاثه ولا من يسمع لا من قريب ولا من غريب … والذي يفاقم الأزمه تفلُّت سعر صرف الدولار من كل سقفٍ وبقاؤه أمس يلامس 18 ألف ليرة، أقوى من كل المناخاتِ التي باتت أقرب الى البهلوانيات والمتّصلة بملف تشكيل الحكومة الذي يُعتبر القفل والمفتاح في مسار بدء الخروج من الحفرة التي تزداد عمقاً كل يوم وتتضاعف سرعة السقوط الحر فيها.

ولم تأبه بيروت لِما بدا بمثابة بالونات اختبار حول صيغ جديدة للحكومة العالقة بين نيران الصراعات الداخلية والإقليمية ولا بالحديث عن أن اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عاد الى التداول من دون إمكان الجزم لا بتوقيتٍ محتمل للعب هذه الورقة ولا إذا كان الأمر من مقتضيات المناورات التي تحتدم مع اشتداد عملية عضّ الأصابع مع فريق رئيس الجمهورية ميشال عون.

وما البطاقه التمويليه التي وافق عليها النواب اليوم إلا لإكمال شراء الذمم فبدل أن تكون غير مشرعه في مواسم الإستحقاقات السابقه فها هم يشرعونها من اموال المودعين سواء كانوا أجانب أم سكان البلاد الأصليين فجمر الأزمات اللاهبة والذي تمحور في الساعات الأخيرة حول ملف المحروقات لم يترك مجالاً للالتفات للألاعيب السياسية فيما البلاد وكأنها في حرب بقاء يخوضها المواطنون ضد السلطه وتخوضها السلطه ضد الشعب في أبسط مقوماتِ الحياة اليومية، بـأعصاب احترقت وحوّلت الشارع قنبلة موقوتة .

عن كاتب

شاهد أيضاً

*المنخفض الجوي بطريقه إلينا.. احذروا السيول!*

  يسيطر على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط، طقس خريفي مستقر مع درجات حرارة ضمن معدلاتها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *