نقلت جريدة “رأي اليوم” عن مصادر سورية مطلعة تأكيدها أن الصاروخ الذي سقط في الأراضي المحتلة فجر الخميس، هو صاروخ سوري من الجيل الثاني من طراز “سام 5″ أرض جو المطور، أطلقه عناصر الدفاع الجوي السوري باتجاه مقاتلة إسرائيلية.
وكشفت المصادر عن حدوث اشتباك ناري قائلة ” إن هدف الصاروخ كان الوصول إلى مقاتلة إسرائيلية كانت تستعد للهجوم على أهداف سورية من خارج الحدود كانت تحلق فوق الأراضي المحتلة”.
وأشارت إلى أن “الطائرة الإسرائيلية استطاعت المناورة وتجنبت الصاروخ الذي أكمل مساره على مسافة 250 كم ليسقط قرب ديمونة.. وهذا يعني أن كل الأراضي المحتلة باتت تحت مرمى الصواريخ السورية”.
وحول تفاصيل العملية التي حصلت فجر الخميس، كشفت المصادر “أن عدداً غزيراً من المقاتلات الإسرائيلية موهت قبل يومين بطلعات مشابهة للطلعات الهجومية دون أن تشن هجوماً وفي اليوم الثالث شنت الهجوم بكثافة كبيرة واجهتها الدفاعات السورية بصواريخ اعتراضية وهجومية أيضاً كثيفة من مواقع مختلفة، وبالفعل اعترضت جزءا كبيرا من الصواريخ، فيما وصلت أعداد أخرى إلى أهدافها، أحد الأهداف كانت المنصة التي أُطلق منها صاروخ سام 5”.
وأكدت “أن الصاروخ الذي سقط قرب ديمونة كاد يصيب هدفه ويكرر مشهد اسقاط طائرة “اف 16″ التي تفتتت في العام 2018، لكن الطائرة ناورت في الثواني الأخيرة واستطاعت الإفلات من الصاروخ السوري الذي تابع وسقط في عمق الأراضي المحتلة دون أن تستطيع القبة الحديدية الإسرائيلية اعتراضه”.
أيضا أكدت المصادر أن “صاروخ “سام5″ يوم أمس شكل رعباً للطيارين الإسرائيليين لكونه كاد أن يصيب المقاتلة الإسرائيلية رغم كل عمليه التمويه الإلكتروني المتطورة، ورغم كثافة الصواريخ الهجومية المنطلقة منها، ورغم أنها تحلق على أعلى ارتفاع”.
وأضافت أنه “من المهم الإشارة للسياق الذي جرى فيه الاشتباك الصاروخي، فقبل زمن غير بعيد، أي في أوج الحرب السورية كانت الطائرات الإسرائيلية تغير بطريقة أسهل من عملياتها حالياً، حيث انها كانت تقترب كثيراً من الأجواء السورية وكانت تستطيع أن تنفذ غاراتها بدرجة مخاطرة أقل.. لكن إعادة تهيئة جزء مهم من قواعد الدفاع الجوي السورية غيّر هذه المعادلة كليا”.
و “ظهر هذا التغيير مع إسقاط الدفاعات السورية لطائرة “اف16” عام 2018″، حيث حدث تغير بعد ذلك في قواعد الاشتباك بشكل كبير وباتت إسرائيل أكثر حذراً وخوفاً، ودمشق أكثر قدرة على الرد والمواجهة”. بحسب ماذكرت المصادر.
وكشفت المصادر أيضا معلومات عن اتباع الكيان الإسرائيلي تكتيكا جديدا في اعتداءاته ضد الاراضي السورية، موضحة “أن إسرائيل أصبحت تتحرك بمجموعة كبيرة من أحدث المقاتلات مع أقصى درجات التشويش والتمويه والمناورة، حيث تطير المقاتلات على أعلى ارتفاع ممكن وتحلق وتضرب من عمق الأراضي المحتلة دون اقتراب من الأجواء السورية”، وأضافت متساءلة “لماذا تستخدم عدد كبير من المقاتلات؟”، وأجابت “لضمان أكبر غزارة هجوم صاروخي في أقصر زمن تجنباً للرد السوري.. ورغم ذلك الدفاعات السورية تُسقط أكثر من نصف الصواريخ الغزيرة المعادية… وليس ذلك فقط بل تقوم إسرائيل بطلعات وهمية بنفس تكتيك الهجوم الحقيقي لعدة أيام ثم تختار اليوم الذي تختاره بهدف المباغتة، الجيش السوري لاحقاً كشف التكتيك الإسرائيلي وصار يقدر ما هو اليوم الذي ستغير فيه الطائرات الإسرائيلية وتبقى الدفاعات السورية متأهبة”.
وأضافت المصادر “تشترك في عمليات الصد السوري عدة أصناف من الدفاعات الجوية أهمها صواريخ “بانتسير” وصواريخ معدّلة من “سام 5″ صنعته روسيا عام 1985، وادخل عليه السوريون بعض التعديلات لا سيما في الرأس المتفجر”.
وتوقعت المصادر، أن يتكرر هذا المشهد في الأسابيع والأشهر المقبلة في ظل تغيير جذري لقواعد الاشتباك، ابرز مظاهرها ضرب الطائرات الإسرائيلية المغيرة في الأجواء “الإسرائيلية” وقبل اقترابها من الغلاف الجوي السوري.
وكانت الدفاعات السورية، تصدت لعدوان إسرائيلي فجر يوم الخميس استهدف منطقة الضمير وأسقطت معظم الصواريخ، وذلك عقب سقوط صاروخ بالقرب من مفاعل ديمونة داخل الأراضي المحتلة في النقب.
المصدر: رأي اليوم