في تطور بارز، نجح الشقيقان نزار وباسل ملاعب في تصميم منصة متنقلة لفحص الأشخاص المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
ويعتبر هذا الابتكار هو الأول من نوعه في لبنان، وهو عبارة عن غرفة صناعية معقمة ومحصّنة، مع حاجب شفاف وفتحات لليدين وقفازات خاصة تمنع الاتصال المباشر بين العامل الصحي الذي يقوم بأخذ العينة، والشخص الذي يخضع للفحص، على أن تفصل مدة 7 دقائق بين الفحص والآخر، لتتمكن المنصة من التعقيم التلقائي.
وفي التفاصيل أنّ الشقيقين باسل ونزار ملاعب عملا معاً على ابتكار هذه المنصة، فالأول وهو أخصائي في الأمراض الجرثومية في المملكة العربية السعودية، تواصل مع أخيه نزار في لبنان ونقل إليه الفكرة.
وقال نزار ملاعب – وهو يعمل مصمم بيوت جاهزة، ومتطوع حالياً في خلية الأزمة في بلدته بيصور – “إن المنصة المبتكرة تساهم بتقليل استعمال معدات الوقاية الشخصية، وخاصة الكمامة التنفسية العالية الكفاءة التي بات من الصعب توفيرها بكميات مطلوبة محلياً وعالميا”.
وأضاف قائلاً إنّ “المنصة ستقلل من الازدحام في أماكن الانتظار وفي المستشفيات. ويمكن تجهيز سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة بمنصة فحص متنقلة. ويمكن وضع المنصة بسهولة في أي موقع مخصص لفحص كورونا، مثل المستشفيات الحكومية والخاصة، والمراكز الميدانية، وفي المطار”، مؤكداً أن الابتكار يتطابق مع المعايير العالمية التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
نزار يواجه تحدياً في تصميم المزيد من المنصات لصعوبة تأمين المواد المطلوبة لإنجازها، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار وإغلاق المحال وغياب الرقابة على الأسعار. ورغم ذلك صمم، تحت إشراف أخيه، عدداً منها حتى الآن. وقال ملاعب: “منذ أن اشتبهنا بـ 14 حالة مصابة في بيصور كنا نتساءل عما يمكننا فعله لمؤازرة الطواقم الطبية. ونحن لم نبدأ بتنفيذ فكرة المنصة بغية الربح، بل هي مبادرة باسم البلدة لمساعدة الطواقم الطبية”.
وينتظر ملاعب وفداً من منظمة الصحة العالمية الذي تواصل مع الأخوين وطلب الاطلاع على المنصة وفحصها، لطلب كمية منه قريباً. واستقبل ملاعب قبل أيام وفداً من مستشفى رفيق الحريري الحكومي، بعدما رحبت إدارة المستشفى بالفكرة، على أن تعتمد في الأيام المقبلة. ويصرّ الشقيقان على تقديم المنصة الأولى هدية لمستشفى رفيق الحريري، باسم بلدية بيصور، “عربون تقدير لأبطال الدفاع الأُول عن الإنسان في معركة الحياة مع الوباء”.
ويناشد نزار ملاعب وزير الصحة للاطلاع بأسرع وقت ممكن على المشروع، نظراً لأهميته في هذه المرحلة ولدعمه كي يتمكن من تصميم كميات جديدة .