بقلم الشيخ طلال الأسعد
يبدو أنه كل الخطوط الحمر التي رسمها أردوغان من حماه إلى حلب ومطار حلب وطريق دمشق الدولي M5 و وطريق الاذقيهM4 الذي يوصل حلب بمطار حميم كلها سقطت وانهارت أمام تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه اللذي ما تخلوا عنه حتى تحرير كامل التراب السوري ،
وآخر إبداعات أردوغان بسبب إخفاقاته في سوريا وابتلائه الجيش التركي وبقايا ارهابيي الجيش العثماني من المسلحين بمعارك خاسرة وبخسائر فادحة بالأرواح والمعدات، تراه يبحث عن اي دعم، فقد راهن على الدعم الامريكي وحصد الخيبة، فترامب لا يدعم احدا بلا اموال او مصالح، وأردوغان سبق ان استعداه وكادت العلاقات تتفجر لولا التنازلات المذلة التي قدمها أردوغان لترامب واستجاب لأوامره كالعبد الخاضع ولم ينل من تمنياته على ترامب اي دعم او اسناد في عنترياته وحشوده في ادلب، فيحاول الاستقواء بماكرون وميركل .
فالأوروبيون منشغلون بشتى الازمات التي تعصف بمجتمعاتهم واداراتها وموازناتها وبخروج بريطانيا من الاتحاد، ومشغولون بتلبية طلبات ترامب التي لا نهاية لها، وتشغلهم الحاجة للغاز الروسي، ويبذلون كل المستطاع في محاولات لتسوية الامور مع روسيا والتملص من ضغوط ترامب العدوانية… وأردوغان سبق ان ارتكب الكثير من الحماقات بالاشتباك مع فرنسا وماكرون شخصيا ومع ميركل والمانيا، ولم يغفرا له التطاول او محاولات الاستهتار والعدوانية، وتهديده لهم بمئات الألوف من النازحين التي يهدد بهم الأوروبيين بعد أن حول ما يسمى ثوار سوريا لمرتزقه وزج بهم في أتون الحرب الليبيه .
ومن ناحية ثانيه المانيا وفرنسا- بأشد الحاجة اليوم لرضى بوتين ويعرفان انهما غير قادرين على ليّ ذراعه، ويعرفان ان أردوغان ليس بحليف موثوق او صادق وليس له القدرة على الرهان عليه لليّ ذراع بوتين وكسر الارادة ووقف الهجوم السوري الروسي لتحرير ادلب ووضع اتفاقات أستانا وسوتشي تحت التنفيذ الفوري وبالقوة العسكرية لأن أردوغان تنصل من إتفاق سوتشي .
كل المؤشرات تقول ان أردوغان بسبب ألاعيبه ومحاولاته التشاطر واللعب على الحبال وافتعال المشاكل مع الجميع لن يستطيع تحقيق اي مكاسب في محاولاته الاسترضاء وهو في أضعف حالاته في تركيا وفي حزبه وفي سوريا ومع الجميع وفي ليبيا وقبرص…
هذا حصاد من يحاول اللعب على الحبال والواهم باستعادة مجد غابر وعثمانية درست ولن تعود الى الحياة مرة ثانية.