الحصاد الإخباري
كتب الشيخ طلال الأسعد
إنفجرت الازمة في لبنان من رحم المعاناة الطويله من جوع وفقر وبطاله وانعدام الخدمات وتنامي الدين العام وأرتفاع نسبة الضرائب وفساد وغيره، وقد استعجلتها الإجراءات الامريكية والضغوط المالية واستهداف المقاومة، وانتهت بقرار الطعن بالسيادة بإلزام الحريري بالاستقالة الغادرة والطاعنة بظهر المقاومة وسيدها والإيعاذ لعملاءها بركب موجة الثوره كوليد جنبلاط وسمير جنجع، وكرت سبحة الطعنات في المجلس النيابي وانقلاب بعض السلطة ومحاولات السيطرة على الشارع وحراكه، وذاته السيناريو يجري في العراق وجرت المحاولات في إيران للعبث بالاستقرار والتوازنات الاجتماعية والسياسية.
المفارقة أنّه بالتزامن مع المؤامرة التي استهدفت لبنان والعراق وقد كشفت الخارجية الامريكية بلسان وزير الخارجية ونوابه وموظفي الخارجية كفيلتمان عن الأهداف والمرامي الحقيقة لتسريع انفجار الازمات وأخذها الطابع الذي تسير به ووضعت شروطها وما تستهدفه من تحولات في السياسات والادارات وعلى رأسها إسقاط المقاومة في لبنان والعراق ووضع البلدين بين خياري الفوضى أو الاستسلام لإملاءات وشروط الإدارة الامريكية السياسية والمالية ….
وقعت الاعتداءات الاسرائيلية النوعية بتوقيت متزامن مع الحراكين، ومحاولات التحريك في إيران، فاستهدفت “إسرائيل” أحد أكثر المنظمات الفلسطينية التصاقا بمحور المقاومة باغتيال أحد أبرز قادتها العسكريين في غزة، واستهدفت منزل قيادي في دمشق، ثم تابعت اعتداءاتها على السيادة والجيش العربي السوري في محيط دمشق والبوكمال بعدوان واسع ونوعي غير مسبوق في طبيعته وجرأته وأهدافه، ولن تفلح في تبريره بادعاء أنّ أربعة صواريخ أطلقت من سوريا باتجاه جبل الشيخ…
العقلاء والمتابعون لا بد ان يربطوا بين الحراك والتصعيد الامريكي وتشغيل العملاء في السلطتين والمجتمعين اللبناني والعراقي وزيادة مناسيب التوتر باستهداف متكرر للعاصمة السورية قلب محور المقاومة
وغالب الظن انها خطط يجري إنفاذها بتقانة وتكامل بين الحرب الناعمة والديبلوماسية والنارية بقصد تأهيل المسرح لحرب عاصفة او لجولة عنف نوعية.
وبكل حال حتى لو لم تكن أمريكا و”إسرائيل” ترغبان بالحرب أو بالجولة العاصفة فالأحداث نفسها وتحولاتها وضغوط نتائجها قد توفر الاسباب الموضوعية لتدحرج الاحداث وصولا للجولة الواسعة وقد نضجت ظروفها وعدّتها ومسارحها، فالاشتباك في السلطة اللبنانية والعراقية وفي المجتمعين بلغ درجة الاستعصاء ولن يجد سبيله إلّا بانكسار أحد المحورين، ومحور المقاومة لا فرصة أو احتمال أمامه لقبول ليّ الذراع وليس له إلّا أن ينتقل إلى الهجوم في شتّى فروع الحرب وميادينها، وإذا كان عاجزاً في الحرب الإعلامية والاقتصادية لأسباب كثيرة، فالمنطقي وبحسب كل التجارب منذ حرب تشرين ١٩٧٣ حتى اللحظة فهو قادر وسيد وله القوة والتجربة والرجال والعدة ليظفر بنصر يغيّر ما قبله ويعزّزه ما بلغه التوازن في الاقليم والعالم.
الأيام القليله المقبله علينا هي التي تحدد إلى أين …؟