الحصاد الإخباري
من وحي «عش رجباً تر عجباً»، تمّت التسوية الهجينة لتمثيل اللقاء التشاوري في الحكومة العتيدة: وزير «التشاور» يُعتبر من حصة رئيس الجمهورية، ويحضر اجتماعات تكتل التيار الوطني الحر، ولكن يصوّت وفق مواقف «التشاوري»، ويتقيّد بمواقفه، ويشارك في اجتماعاته!
هذا يعني أن وزير «التشاوري» لن يكون «الوزير الملك»، كما كان غيره في عهد سابق، بل هو أقرب إلى أن يكون وزيراً ملتبساً بموقعه وموقفه، بسبب الانقسام الحاصل بين حضوره الشخصي ومواقفه السياسية، والتي قد تتعارض أحياناً مع مواقف الرئيس والتكتل الحر.
وفي ظل هذا الالتباس، يظهر حزب الله، مرة أخرى، بأنه هو ضابط الإيقاع، ليس مع «اللقاء التشاوري» وحسب، حيث صرّح النائب عبدالرحيم مراد بأن حزب الله يعالج مسألة التوفيق بين الحضور مع تكتل التيار الوطني الحر، وحرية التصويت المنسجم مع مواقفنا في «التشاوري». كما يلعب الحزب دوراً مشابهاً مع الرئيس وفريقه لضبط الحركة مع ممثل «التشاوري» في الوزارة العتيدة.
ولعل هذا ما يُفسّر الانفراجات المتسارعة في مسار التأليف خلال الأيام القليلة الماضية، وتتابع حل العقد، الواحدة تلو الأخرى، بعد أشهر طويلة من المناورات والمراوحات الفارغة.
المفارقة الغريبة، أن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، ما زالت تشكك، أو على الأقل تتعامل بحذر، مع أجواء التفاؤل السائدة منذ يومين حول قرب الولادة الحكومية في نهاية الأسبوع الحالي، وذلك قياساً على التجارب السابقة، والتي كان يتم فيها إجهاض جهود التأليف قبل صدور المراسيم بساعات قليلة!
ورغم كل المؤشرات الجدّية الراهنة، ما زال الوضع الحكومي رهناً بعقبات توزيع الحقائب، ومفاجآت ربع الساعة الأخير، وبالتالي فإن شعار الرئيس نبيه بري: «ما تقول فول حتى يصير بالمكيول»، يبقى سارياً حتى يقضي الله أمر ولادة الحكومة العتيدة!