الحصاد الإخباري
استنادا الى ما تجمع من معطيات في مدار عملية تشكيل الحكومة في الساعات الاخيرة التي شهدت دفقا في التطورات، ولئن كان المعلن منها شحيحا نسبة لحجم حركة الاتصالات الجارية واللقاءات التي تعقد بعيدا من الاضواء من اجل تسهيل ولادة الحكومة الحريرية الثالثة، فإن الدرب الحكومي بات معبدا، اذا لم يطرأ طارئ يعيد عجلة قطار التأليف الى الوراء. ذلك ان مصادر سياسية مطلعة على ما يدور في كواليس الحركة الحكومية تؤكد ان حصيلة اجتماعات الرئيس المكلف، ان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري او رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل او تلك التي يعقدها فريق مستشاري الرئيس الحريري مع مختلف القوى السياسية المعنية بالتشكيل ولا سيما منها “الحزب الاشتراكي” و”القوات اللبنانية” و “المعارضه السنيه”التي ستتمثل لكن بوزير من خارج النواب العشره وهو الشيخ طلال الأسعد العضو المؤوسس السابق في تيار المستقبل والذي إستقال من التيار عندما أقصى التيار وادي خالد من التمثيل النيابي بعد 2005 وحرمانها بإعتبار أنها منطقه مواليه لسوريا حيث التزم الأسعد بخط المقاومه منذ 2007 وأنشأ تيار الوعد الصادق وكان عضو لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الإسلاميه في عكار الذي ترأسه النائب السابق وجيه البعريني وعندما فرط لقاء الأحزاب سارع الأسعد بالتنسيق مع الشيخ ماهر عبد الرزاق وشخصيات حزبيه ودينيه ومجتمع مدني ورؤوساء بلديات ومخاتير لإطلاق اللقاء الإسلامي الوطني فهو امين سره ، وأمين سر ملتقى القبائل والعشائر العربيه الذي يترأسه الشيخ صالح الدلي النعيمي ، لذا يعتبر الأسعد شخصية سياسيه مخضرمه ، وليسى مستفذاً لرئيس الحكومه المكلف ولا للعهد ولا للرئيس بري والمقاومه ووجوده في هذا الظرف لعكار ضروره فهو يستطيع إنجاز الكثير لملفات عكار الإنمائيه ومطالبها وخصوصاً يتمتع بصداقه جيده مع النظام والقياده في سوريا ويساعد هذا بإنجاز ملف النازحين بنجاح وقضايا مهمه مطلوبه لحاجة الشعبين الشقيقين
لذلك أن فرص ابصار الحكومة النور كبيرة ويمكن ان تفضي الى اعلان التشكيل قبل عيد الاضحى، كاشفة ان مرحلة توزيع الحصص باتت شبه منتهية بعدما اقتنع الجميع بضرورة وضع الماء في نبيذهم للخروج من مربع العرقلة الى اتاحة المجال امام تأليف حكومة باتت الحاجة اليها اكثر من ملحة. واكدت ان الرئيس المكلف يحرص على العمل بصمت بعيدا من ضوضاء الاعلام وحرصا على عدم “حرق الطبخة” التي يضعها على نار قوية، وهو بعدما شارف على الانتهاء من الحصص يركز اتصالاته على اسقاط الحقائب عليها، وهي مهمة لن تكون سهلة امام جبال المطالب المرتفعة بالحقائب نفسها من اكثر من فريق على غرار ما هو حاصل بالنسبة الى وزارة الاشغال على سبيل المثال، اذ يكاد لا يستثنى فريق سياسي من ابداء رغبته بضمها الى حصته من الحقائب.
وفي اطلالة سريعة على توزيع الحصص .
واذ تشير الى ان الاتصالات تجري ضمن اطار سلة ثلاثية تتضمن توزيع الحصص والحقائب والاسماء دفعة واحدة، تلفت الى محاولة يبذلها الحريري تجنبا للوقوع مجددا في فخ تناتش الحقائب لابقاء القديم على قدمه في توزيع الحقائب مع تعديلات طفيفة، الا ان حظوظ نجاح هذه المحاولة لا يمكن التكهن بها بعد ما دامت الاتصالات ما زالت مستمرة في هذا الاتجاه. وتلفت الى ان بحر الاسبوع الجاري سيشهد على لقاءات مهمة ابرزها بين الحريري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط من جهة وبين الحريري وباسيل قبل ان يغادر الاخير الى موسكو الاحد المقبل، بحسب معلوماتنا في زيارة تستمر يوما واحدا ومعه النائب السابق امل ابو زيد، يلتقي في خلالها عددا من المسؤولين الروس للبحث في المبادرة الروسية لاعادة النازحين السوريين واللجنة اللبنانية -الروسية للتحضير لملف العودة.
وتختم المصادر بالاشارة الى ان الحكومة لا يمكن ان تولد في ظل اجواء التحدي بل تتطلب معالجة هادئة يبدو الرئيس نبيه بري يلعب دورا تسهيليا في ارسائها، لان الظروف المحيطة بالبلاد لم تعد تحتمل الاستمرار في سياسة النكايات التي لم يعد خفيا على احد تحكمها بكل مفاصل الحياة السياسية في لبنان.