الحصاد الأخباري
أن مؤشر التوقعات ينبثق بشكل تلقائي من أحاديث الاحتمالات بشأن التحالفات التي تشهد كماً غير مسبوق من الترجيحات أحياناً، أو من الشائعات المدروسة والموجهة أحياناً آخرى.
وفي هذا السياق يبدو أن إحتمال التحالف في دائرة الشمال الثالثة بين التيار الوطني الحر ورئيس حركة الاستقلال ميشال رينه معوض قد قارب الثمانين بالمئة وفق أجواء القريبين من الاتصالات الجارية على هذا الصعيد. واستناداً الى عدة معطيات رافقت الوصول الى هذا المعطى، لاسيما بعد الاقتناع بقوة بعدم جدوى السير بلائحة مستقلة غير مكتملة.
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أبلغ معوض صراحة في آخر لقاء بينهما في معراب، أن حزبه لن يستطيع تجيير أصوات القواتيين في قضاء زغرتا له، حتى لا ينعكس ذلك على نسبة الاصوات التفضيلية التي سيحصل عليها مرشحا القوات في قضاء بشري النائب ستريدا طوق جعجع وجوزيف اسحق، وكذلك لعدم حصول أي عرقلة تساهم في قطع طريق مرشح القوات في البترون فادي سعد. الأمر الذي فسره معوض على أنه تحالف من جانب واحد حيث يعمل هو على دعم الحاصل الانتخابي للائحة القوات بدون أي مقابل.
الحسابات الدقيقة لماكينات التحالف بين باسيل ومعوض تتوقع إرتفاع حاصل هذه اللائحة لتتمكن من تحقيق ثلاثة مقاعد أحدها في قضاء الكورة.
كما أن التحالف مع لائحة التيار الوطني الحر قد يفتح الباب امام معوض للحصول على مقعد وزاري لاحقاً، خصوصاً اذا ما اقتنع بأهمية إنضمامه الى كتلة التيار البرتقالي، أو على الاقل تكتل ″الاصلاح والتغيير″ (اذا ما حافظ على التسمية او ما يشابهها).
وفق تقديرات المتابعين، فإن هكذا تحالف سيقطع الطريق على تيار المرده في إمكانية حصد المقاعد الثلاثة في قضاء زغرتا.
وهذا التحالف وفق رأي العديد من المراقبين هو أقرب الى واقع العلاقة السيء بين رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حيث يتمنى كل منهما اجواء مقلقة للآخر على هامش هذه الانتخابات، وبالتالي سيصح المثل القائل :″سيضحك كثيراً من يضحك أخيراً″.
فهل سيكتمل نقل التحالف بزعرور النتائج، فيتم فتح صفحة جديدة بين طرفين كانا على تباعد تام قبل نحو ثلاثة عقود وصل احياناً الى حد العداء؟ اسئلة ستلقى الاجوبة الشافية في السابع من أيار المقبل!