الرئيسية / أخبار مهمة / أزمة الشمال السوري قد تفجر الوضع بين الحليفين التركي والأميركي

أزمة الشمال السوري قد تفجر الوضع بين الحليفين التركي والأميركي

الحصاد الإخباري

ألقى حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركيا على وقف عمليتها العسكرية شمالي سوريا، وتحذيره من إدخال القوات الأميركية في صراع مع نظيرتها التركية، الضوء على ما قد تشهده “الجبهة السورية” من مواجهة مسلحة بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي.
ويرى محللون أن ترامب لا يملك تأثيرا يذكر لوقف العملية التي تشنها القوات التركية الجوية والبرية في عفرين، التي دخلت يومها الخامس، على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، الذين تعتبرهم أنقرة حلفاء حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيوسع العملية لتشمل منبج، وهي بلدة يسيطر عليها الأكراد على بعد 100 كيلومتر شرقي عفرين، في خطوة قد تعرض القوات الأميركية هناك للخطر وتهدد خطط الولايات المتحدة لإعادة الاستقرار إلى مساحة واسعة من سوريا، حسبما نقلت “رويترز”.
وبحديثه الهاتفي مع أردوغان، أصبح ترامب أحدث مسؤول أميركي يحاول كبح جماح الهجوم ويشير إلى خطر نشوب صراع بين قوات الدولتين الحليفتين، علما أن الولايات المتحدة لها نحو ألفي جندي في سوريا.
وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب “حث تركيا على عدم التصعيد والحد من أعمالها العسكرية وتفادي وقوع خسائر بين المدنيين وزيادة النازحين واللاجئين”.
وقال مكتب الرئيس التركي في بيان إن أردوغان أبلغ نظيره الأميركي، أن على واشنطن وقف تزويد وحدات حماية الشعب الكردية السورية بالسلاح.
وفتحت العملية جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية متعددة الأطرف، المستمرة منذ 7 سنوات، فضلا عن تعقيدها الجهود الأميركية في سوريا.
وتأمل الولايات المتحدة أن تستغل سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على المنطقة لكي يعطيها ذلك ثقلا دبلوماسيا تحتاجه لإحياء محادثات تقودها الأمم المتحدة في جنيف، بشأن اتفاق من شأنه أن ينهي الحرب الأهلية السورية ويقود في نهاية المطاف إلى إطاحة الرئيس بشار الأسد.
ورغم أنهما عضوان في حلف شمال الأطلسي، فإن للولايات المتحدة وتركيا مصالح متباينة في سوريا، مع تركيز واشنطن على هزيمة تنظيم “داعش” وحرص أنقرة على منع أكراد سوريا من الحصول على حكم ذاتي، مما يقوي شوكة المسلحين الأكراد على أراضيها.
ويقول محللون إن الولايات المتحدة على المدى الطويل ليست لديها ضغوط تذكر تمارسها على تركيا، بالنظر إلى الاعتماد الكبير للجيش الأميركي على قاعدة تركية لتنفيذ ضربات جوية في سوريا ضد “داعش”.
وقالت مديرة مركز الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن جونول تول، إن ما يحد من التأثير الأميركي بصورة أكبر “عدم امتلاك واشنطن شركاء عسكريين يمكن التعويل عليهم في سوريا غير الأكراد”.
وأضافت: “الولايات المتحدة بحاجة ألا تفسد تركيا الأمور. حتى الآن توازن واشنطن بدقة بين العمل مع الميليشيا الكردية ومنع انهيار كامل في العلاقات مع أنقرة”.
وقال مسؤول أميركي شريطة عدم الكشف عن هويته، إن ترامب يولي أهمية لعلاقته بأردوغان، لكنه أقر أن للولايات المتحدة تأثيرا محدودا، وأن الإدارة لن ترسل على الأرجح مزيدا من القوات أو عناصر سرية إلى سوريا، حتى إذا تقدمت تركيا من عفرين إلى منبج.
واهتم أردوغان بتعزيز العلاقات مع روسيا وإيران في السنوات القليلة الماضية، لأسباب منها خيبة أمله من دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية في القتال ضد “داعش”.
وتعتبر أنقرة الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا منظمة إرهابية.

عن كاتب

شاهد أيضاً

زئيف حانوخ ماذا يفعل بجنوب لبنان

الاعلام العبري ينشر معلومات اضافية عن الباحث الإسرائيلي زئيف حانوخ الذي قتل في جنوب لبنان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *