الحصاد الإخباري
أعلن رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري أنه سيعود الى لبنان خلال أيام، وسيقوم بالخطوات التي يفرضها الدستور لقبول الاستقالة.
وقال في مقابلة معه من السعودية: “كل تركيزي على مصلحة لبنان وكنت أرى أن هناك خوفا على بلدي وعندما قدمت استقالتي كان ذلك لمصلحة اللبنانيين”، مشيرا الى ان ما يحصل إقليميا خطير على لبنان وواجبه أن ينبه الى ما يحصل.
وأعلن الحريري: “انا فخور بالتسوية التي قمت بها وأريدها ان تنجح ومن أجل ذلك لا بد من ان نلتزم بالنأي بالنفس وبان لبنان مصلحتنا الأولى”,
واكد أن “الكل يعرف علاقتنا بالمملكة العربية السعودية سواء بمن توفوا او من هم على قيد الحياة أكان الملك سلمان الذي يعتبرني بمثابة ابنه أو الأمير محمد الذي يكن لي كل الاحترام”، مضيفا: “هناك امور نتفق عليها وامور من الطبيعي ان نختلف عليها ولكن الاساس اننا نعرض لبنان لموقف نحن بغنى عنه”، وتابع: “المملكة تحبّ لبنان ولكنها لن تحبه اكثر من الرياض”.
وقال الحريري: “سأعود الى لبنان قريبا جدًا وسأمارس الأساليب الدستورية، وأنا كتبت بيان الاستقالة وأحببت ان احدث صدمة إيجابية للبنانيين لنعرف أننا في مكان خطر”.
وجزم بأنه لن يسمح بأي حروب سببها حسابات اقليمية على حساب مصلحة لبنان، وسأل: عندما أرى أنهم يريدون وضع لبنان في محور اقليمي ما، فلمَ أتحمل المسؤولية؟
وردا على سؤال أكد تحمله المسؤولية وأنه سيعود الى البلد لأن بيت الحريري للبنانيين وأردف: “أنا مستعد بأن أضحي من اجلهم”، مضيفا: من غير المقبول أن يقوم الحريري بالتسويات فيما الآخرون يقومون بما يريدون.
وسأل: هل مصلحة لبنان بتخريب علاقتنا بكل دول العالم أم بان نحافظ على علاقتنا بكل دول العالم؟
وكرر الحريري: ” لقد قدّمت استقالتي لإحداث صحوة ونقطة ضعفي هي الناس وأريد ان أشكر كل لبناني من كل الأطراف السياسية طالب بعودتي الى لبنان، متمنيا بعد الاجماع على سعد الحريري أن يكون لبنان اولا وان نضع لبنان في عيوننا.
وعن التسوية وعلاقته بالرئيس عون قال: “الرئيس عون أكثر إنسان متمسك بالدستور ولكن علينا احترام الدستور فكلنا تحت سقفه، مشددا على أن من حق الرئيس عون عليه أن يذهب ويقدم استقالته له، لأن هذا عرف.
أضاف الحريري: “علاقتي مع عون كانت دائما ممتازة وكنت فخورا بها وعند عودتي سيحصل حوار حول امور عديدة وكيف سنستمكمل التسوية، لافتا الى انه لا يمكن ان يستمر البعض في لبنان بالقبول بتدخل ايران وأن يتدخل فريق سياسي معها، مشيرا الى ان كل ما نقوله لحزب الله أننا مع دور سياسي وانا مع الشيعة وكل الطوائف فأنا أمثلهم جميعا ولكن مصلحتنا في ان نتوحد لمصلحة لبنان وليس من أجل أي محور كان، مجددا تاكيده بان أحدا لم يحترم النأس بالنفس.
وردا على سؤال قال الحريري: “سأقوم بكل الخطوات الدستورية في ما يخص استقالتي وسأؤكد عليها وبعدها نقوم بالمفاوضات مع كل الأفرقاء وإن كنا سنتراجع عن الاستقالة فلا بد من احترام النأي بالنفس والتوقف عن التدخل في المنطقة”.
وعن بيان المستقبل قال: “من الطبيعي ان ينتظروا عودتي بفارغ الصبر فانا رئيس كتلة المستقبل وانا رئيس التيار ورئيس الوزراء لذلك يريدون عودتي”.
وللبنانيين قال: “لبنان هو المصلحة الأولى والأخيرة وكذلك الاستقرار، لذلك فإن ما قمت به هو لإحداث صدمة إيجابية وآمل عند عودتي ان يجري حوار أشمل لأن ما قمت به هو لحماية لبنان لأن الناي بالنفس هو لمصلحة لبنان”.
وعن علاقته بولي العهد السعودي قال: “يحسدني البعض على العلاقة مع الأمير محمد وأقصد كل من يروج بان علاقتي غير جيدة معه وأؤكد ان العلاقة ممتازة واللقاءات أكثر من ودية وهو بمثابة اخ”.
وعن التوقيفات في المملكة قال: “ما جرى هو شان داخلي، واصفا ما قيل عن التحقيق معه في بعض القضايا بأنها أحلام، واردف: التزامن بين الاستقالة وما جرى في السعودية مجرد صدفة.
وعن مطالبة اللبنانيين بعودته قال: “تريدونني ان أعود الليلة؟ يمكنني ذلك انما أريد ان أن احافظ على حياتي ولحظة عودتي قريبة خلال يومين او ثلاثة”.
وعن العلاقة مع الرئيس عون قال: “الرئيس عون يعتبرني بمثابة ابنه، وأقول له: انا راجع وسنتحدث معا ونتفق على مصلحة البلد لأن ما يريده الرئيس هو رؤية لبنان سيد نفسه حر ومستقل وعلينا ان نركز على النأي بالنفس”.
ولتيار المستقبل قال: “هو التيار الأزرق، هو تيار لبنان اولا، وأقول للجميع انا عائد قريبا وسنتابع المشوار معًا”.
واكد أنه من الناس وليس زعيما، وقال: انا من طريق الجديدة وبيروت وطرابلس والضنية وعكار والجنوب والبقاع الغربي والأوسط وبعلبك الهرمل.
وشكر الحريري المفتي دريان وقال: عندما أعود سأذهب إليه وأقبّل رأسه.
وردا على سؤال عن حزب الله والحوار معه قال: نعرف أن التركيبة في لبنان صعبة ولطالما قلت ان موضوع حزب الله شأن اقليمي فلحماية لبنان لا بد من حوار داخلي وهذا الحوار سيتابع.
ووصف الحريري زيارة البطريرك الراعي بالتاريخية وهي دليل على انفتاح المملكة.
واعتبر الحريري ان مصلحة حزب الله إن أردنا الحفاظ على لبنان في التخلي عن بعض المواقع.
ولفت الى أن هناك أسرارا غير معلنة عن سبب استقالته سيفصح عنها للرئيس عون عند عودته.
وإذ أكد ان الانتخابات النيابية ستجري، ختم: “سأعود إلى لبنان لنشمر عن سواعدنا و نعمل ولكن التسوية تفترض النأي الحقيقي بالنفس لنتمكن من النجاح سويا”.