الحصاد الإخباري
مع اقتراب زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى العاصمة الروسية، صدر موقف جديد عن السعودية، أشار إلى اقتراب الرياض من الموقف الروسي الداعي إلى ترك السوريين يقررون مصيرهم بأنفسهم.
وجاء الموقف المستجد على لسان أكثر المسؤولين السعوديين تطرفاً حيال الأزمة السورية، رئيس الاستخبارات السابق الأمير تركي الفيصل، وهو المعروف بصلاته النافذة بدوائر صنع القرار في البيت الحاكم السعودي.
وأكد الفيصل في حوار مع وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، وتلفزيون «إن. تي. في» الروسي أن بلاده لم تعلن أنها توافق على بقاء الرئيس بشار الأسد رئيساً لسورية، وذكر أنها لا توافق على بقائه، إلا أنه استدرك قائلاً: «السوريون يجب أن يحلوا ذلك الأمر» داعياً إلى إنشاء «آلية تمكن الشعب السوري من اتخاذ مثل هذا القرار». واعتبر، أن مباحثات جنيف وأستانا لم تتوصل إلى الآن إلى آلية تسمح للشعب السوري باتخاذ مثل هذا القرار.
ودعت السعودية مؤخراً «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة التي تتخذ من الرياض مقرا لها إلى تبني مقاربة أكثر واقعية حيال الرئيس الأسد، خصوصاً في ضوء المواقف الدولية الجديدة سواء في أوروبا أم الولايات المتحدة من الأزمة التي تمر بها سورية منذ نحو سبع سنوات.
شمالا ألحقت ميليشيا «كتائب ابن تيمية»، التي انشقت عن «هيئة تحرير الشام» واجهة جبهة النصرة، هزيمة ساحقة بالأخيرة في أول نزال بينهما بريف حلب الغربي، ساحته مدينة دارة عزة التي انتقلت إلى قبضة الأولى، وحققت من ورائها تركيا التي تمولها بصفتها موالية لتنظيم الإخوان المسلمين، أولى خروقاتها في جسم فرع القاعدة في منطقة نفوذ إستراتيجية تتبع لها وقريبة من حدودها.
وأكد مصدر محلي من مدينة دارة عزة، أن «كتائب ابن تيمية» سيطرت على مقرات «تحرير الشام» في جبل الشيخ بركات، مضيفاً إن عناصر «الهيئة» انسحبوا من مواقعهم دون قتال.
مصادر معارضة أشارت إلى أن الاشتباكات جرت في مدينة دارة عزة، عقب تسلم أبو محمد الجولاني لقيادة الهيئة، وقال ناشطون: إن الاشتباكات أدت لجرح خمسة مدنيين، كما خرجت مظاهرات في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، تطالب بخروج «تحرير الشام» من إدلب «لأن وجودها يعتبر ذريعة لاستهداف المنطقة».
وأكدت مصادر معارضة مقربة من «ابن تيمية» لـ«الوطن» أن سيطرتها على دارة عزة، تندرج في إطار المساعي التركية الرامية إلى تقليص نفوذها والهيمنة على المناطق الحدودية عبر ميليشيات مسلحة موالية لها.
ولفتت المصادر إلى أن تركيا ضربت من وراء العملية عصافير عدة بحجر واحد، منها تشجيع بقية الميليشيات المتحالفة مع «تحرير الشام» للانشقاق عنها، وتقليص أعداد مقاتليها بغية عزل جبهة النصرة وهزيمتها معنوياً، وصولاً إلى دحرها مبدئياً عن جميع المناطق الحدودية قبل الوصول إلى مدينة إدلب مركز المحافظة، إلا أن أهم هدف تركي من طرد «النصرة» من دارة عزة هو السيطرة على جبل الشيخ بركات المطل عليها والذي راجت أنباء عن عزم الجيش التركي إنشاء قاعدة عسكرية فيه قادرة على رصد جميع مناطق هيمنة « وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، في ريف حلب الشمالي والحؤول دون تمددها نحو أرياف إدلب.
ورجحت المصادر أن تستمر الخطوات العسكرية التي ستقوم بها ميليشيات أخرى موالية لتركيا في إدلب وفي ريف حلب الغربي في مقدمتها «حركة نور الدين الزنكي»، لطرد «النصرة» من كامل الريف المشمول في «منطقة تخفيف التوتر» الرابعة إلى جانب محافظة إدلب وتقع في منطقة محسوبة على النفوذ التركي.
وفي سبيل ذلك، يتوقع أن تنضم ميليشيات للقتال مع «ابن تيمية» ضد «النصرة» لتوسيع رقعة سيطرتها باتجاه «باب الهوى»، بعد استقدام قوات من الجيش التركي إلى المنطقة الفاصلة في المعبر من جهة الحدود الإدارية التركية.