بمجرد وصول مهاجم الأهلي السعودي عمر السومة إلى معسكر منتخب سوريا بعد غياب نحو 5 سنوات، تلقت جماهير منتخب البلاد دفعة معنوية هائلة فيما وصفوه بأكثر 10 أيام أهمية في تاريخ الكرة السورية…
الملايين عبر وسائل الإعلام الحديث طالبوا مراراً وتكراراً بعدم خسارة لاعب بحجم وثقل وموهبة السومة، في منتخب لعبَ تصفيات كأس العالم في دورها الأخير، وهو بأمس الحاجة لهدّاف يخفف من الصورة الدفاعية التي ظهر عليها في أغلب مبارياته، خصوصاً في الذهاب.
قبل السومة كانت عودة فراس الخطيب أحد أفضل اللاعبين في تاريخ سوريا، بمثابة العثور على قائد ملهم ومنجم من الطاقة الإيجابية والانتصارية الهائلة التي ولدت في المنتخب… وكان الجميع (جماهير، لاعبون، مدرب) بأمس الحاجة لها.
في الشق الفني، يكفي أن نذكر في سياق حديثنا عن الخطيب، نزوله لدقاق معدودات في مباراة أوزبكستان وحصوله على ركلة جزاء كانت مفتاح الفوز الثاني لسوريا في هذا الدور من التصفيات.
ومن ثم الكوابيس المُقلقة التي تسبب بها ابن نادي الكرامة الحمصي لمدافعي منتخب كوريا الجنوبية، قبل أن تؤول المباراة إلى خسارة نسور قاسيون بهدف وحيد…خسارة يتذكرها السوريون بحسرة بالغة.
وفرة مهاجمين
الآن لدى مدرب منتخب سوريا أيمن الحكيم، السومة والخطيب (من الممكن أن يشارك كبديل) يضاف إليهما عمر خريبين مهاجم الهلال السعودي…من فقر هجومي وتهديفي إلى وفرة وأعمدة يمكن للسوريين الاستناد في حلمهم عليها.
بالتأكيد منتخب سوريا لا ينحضر بهذا الثلاثي فقط، بل يضم بين صفوفه أسماء جعلت من شبه المستحيل (وصول المنتخب لكأس العالم) شبه ممكن، حتى في عز الأحداث الدامية التي تشهدها البلاد منذ 2011 وحتى اليوم.
حسرة غياب جهاد الحسين
لم يبقَ في أمنيات أغلب السوريين سوى جهاد الحسين نجم نادي التعاون السعودي، لرؤيته مجدداً في المنتخب، فهو واحد من أفضل صانعي الألعاب في دوري المملكة العربية السعودية. ومن أفضل اللاعبين الذين لعبوا لنادي الكرامة ومنتخب سوريا.
ولكن يبدو أن الحسين متمسكٌ حتى نهاية مسيرته مع كرة القدم في قرار الاعتزال الدولي الذي اتخذه بعد فضيحة الاستبعاد من تصفيات مونديال البرازيل 2014.
وإذ يتأهب المنتخب السوري لملاقاة نظيره منتخب قطر يوم الخميس القادم، في الجولة ما قبل الأخيرة من التصفيات؛ مرة جديدة تخفق القلوب السوريّة في الوطن والمهجر بأمل وحذر متوجهة للنسور في ماليزيا… الأرض البديلة لأبناء الشام.
وبعد قطر، سيشدّ منتخب سوريا الرحال لمقابلة منتخب إيران المتأهل سابقاً إلى مونديال روسيا، وهناك سيكون على رفاق السومة الذين حصدوا حتى الآن 9 نقاط ويحتلون المركز الرابع خلف أوزبكستان، سيكون لزاماً عليهم نيل النقاط الثلاث وانتظار ما ستسفر عنه مباراة أوزبكستان وكوريا الجنوبية الثالثة 12 والثانية بـ13. هذا بعد أن نرى نتائج هذه المنتخبات في الجولة القادمة.
في القلوب آمال وفي العقول تفاؤل حذر، لكن ما هو أكيد أن عناصر منتخب سوريا فيما لو أعطوا كل ما لديهم، في المشهدين الأخيرين من التصفيات فسيكون ذلك محل تقدير بالغ من الجماهير التي ما انفكت تشكر المدرب واللاعبين على كل جهد بذلوه أو سيبذلوه، سواء كانت النتيجة تأهل مباشر … غير مباشر (عبر ملحق آسيوي ومن ثم فاصل مع منتخب من الكونكاكاف) أو خروج، فإن جباههم ستقبّل بفخر.