مقدمة اخبار تلفزيون الجديد :
على ارتفاعِ ستةَ عَشَرَ شهيدًا عن سطح النصر انتزع خياّلةُ القتال تلالًا وأطلّوا على “وديان” .. هُم تقدّموا نحو جرود فليطة ورَفعوا العلمَين لكنّ مَن استُشهدَ منهم على أرضِ المعركة رَفَعَ الرأسَ وأعادَ حرَّ تموزَ إلى تموز واعداً بنهاياتٍ تُشبهُ وعداً صادقاً ذاتَ صيف .. هؤلاءِ الذين حرّروا الأرضَ لن يطالَ عِزَّهم أحد ولن يُصيبَ وجوهَهم ضيم .. تخرّجَ بعضُهم قبلَ قليلٍ مِن ثانويةٍ عامة بجدارة ثُمّ التحقوا بكُليةِ الكرامة ليأسّسوا لنا وطناً منزوعَ الإرهاب .
مَن مثلُهم ؟ مَن يُشبهُ جباهَهم المَرفوعة .. يركعونَ عند قُرانا الخجولة .. يَنبُتونَ في السهولِ كسنابل .. يَغرسونَ علمَ لبنان جنبًا الى جنبٍ معَ العلمِ المقاومِ عندَ انتزاعِ كلِّ تلة
هؤلاءِ يدافعونَ عن حدودِ الوطن مِن عدوٍّ جاءَ ليعلمَّنا دينَه لاعنا ً كلَّ الأديان .. جاء ليَخطَفَ أرضَنا وجنودَنا ويذبحَ بعضَهم ويُرسلَهم رؤوساً مقطّعةً إلى ذَويهم ..
وكلامُ تموز ألفينِ وستة يتكرّرُ اليومَ في جرد عرسال حيث : أنتم من جبالِ الشمسِ عاتيةٌ على العاتي ..
ويجب ألا يكونَ هناك خلافٌ تحت سقفِ الوطن حولَ دورِ المقاومة في تحريرِ الجردِ اللبنانيّ ..فإلامَ الانتظارُ والعالمُ كلُّه يدّعي أنه يحاربُ الإرهاب .. فنحن أيضاً جيشاً ومقاومين نحاربُ هذا العدوَّ الذي عَجَزَت الدنيا عن هزيمتِه ..
ستُ سنواتٍ والأممُ والدولُ بميزانياتٍ خرافيةٍ تَزعُمُ الحربَ على الإرهاب وتخوضُ معاركَها على طواحينِ الهواء .. فلماذا لا يتعلّمونَ اليومَ مِن معاركِ الجرد ؟ حيث تَرفَعُ جبهةُ النصرةِ الراياتِ البيضَ في ثانِي أيامِ المعركة .. تصرُخُ وتستغيثُ وتَضرِبُ الوسطاءَ وبينَهم الصامت أحمد الفليطي .
الذي عرف عنه آدميته وتحركه على خطوط نار التفاوض لاستراجاع العسكريين الاسرى .
والفليطي لاحقته النصرة بصاروخ قطع نبضه وقطّع خطوط التواصل فنعاه تيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط كشهيد لكل الوطن .
هذه هي النصرة وهكذا تفاوض .. لكن المعركة ضدها مستمرة على طول الجرد وعرضه حيث بدأت الانسحابات وعمليات الهرب